علي عيسو.. لا قانون يحمينا من الإساءات والإبادات!

1٬324

تشكل القوى الإرهابية مصدر قلق للأقليات الدينية في المنطقة، و هجماتهم المتكررة على الإيزيديين في شنكال/سنجار، وسري كانيه “رأس العين” وعفرين، هي محاولات جدية وحدّية لإبادتهم وإنهاء وجودهم في أرضهم التاريخية.

ايزيديو سوريا لديهم آلام ناجمة عن السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة على الحكم في سوريا، فلا اعتراف دستوري بوجودهم، ولا قانون يحميهم من الإساءات والإبادات، ولم توفر لهم هذه الحكومات السبل الممكنة لتعزيز دورهم وحماية إنتمائهم الديني.

هذا تفصيل من حوار مكثف مع الناشط الحقوقي علي عيسو.

نص الحوار

-حضر الناشط الحقوقي علي عيسو، مدير مؤسسة ايزدينا، أكثر من ورشة عمل في أوروبا، من الورشات التي دعى لها مجلس سوريا الديمقراطية. كيف كان انطباعك بالعام، عن الورشات وعن الحضور وعن المداخلات؟

-يحتاج السوريون لهكذا جلسات عمل دورية لتبادل وجهات النظر والتوافق على رؤية من شأنها إنهاء حالة الحرب في سوريا، لذلك كان إنطباعي إيجابيًا تجاه هذه الحوارات والنقاشات التي تزيد من التقارب بين القوى والشخصيات السياسية المعارضة، وصولًا إلى مؤتمر وطني عام، قد يكون منبراً لتجمع العلمانيين والمتطلعين لبناء سوريا موحدة ديمقراطية لا مركزية.

في الورشتان اللتان شاركتُ فيهما ومن خلال الأسئلة التي طُرحت، كانت تعبر عن مدى حرص الحاضرين على ضرورة الحفاظ على الهوية المدنية لمناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية، كما طرحنا تساؤلات حيال مصير الحريات السياسية والصحفية في هذه المناطق، وضرورة الإلتزام بالعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.

كانت إجابة السادة الممثلين لمجلس سوريا الديمقراطية إيجابية، تعترف بوقوع بعض الأخطاء التي وصفوها بأنها مرتبطة بحالة عدم استقرار تمر بها سوريا بكامل مناطقها، متوعدين في الوقت ذاته أن القائمين على الإدارات المحلية يواصلون معالجة العديد من القضايا.

-في ورشة بروكسيل الأخيرة، تم انتخاب لجنة تحضيرية مهمتها التحضير والدعوة وتجهيز أوراق عمل مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية السوري.

ما هي العقبات التي يمكن أن تواجه اللجنة في عملها؟

-لا بد أن تواجه اللجنة عدة مصاعب في عملها القادم، ففي ظل الإنقسامات السياسية بين الأطر السياسية المعارضة وإختلاف إنتماءاتها وولاءاتها وتباين الرؤى بين هذه القوى، سيصبح العمل على توحيد خطاب هذه التشكيلات السياسية مهمة مليئة بالمصاعب ولكنها ليست مستحيلة.

أعتقد بأن المعارضة السورية باتت تدرك خلال السنوات العشرة الأخيرة، أن الحل لا بد أن يكون (سوري – سوري)، ولا بد أن تتوجه المعارضة لتطلعات السوريين، الذين سئموا من مرارة الحرب والنزوح واللجوء، وأنهم اليوم يتطلعون لإنهاء آلة الحرب، والجلوس معاً كمعارضة على طاولة مستديرة واحدة، والتوجه معًا لخطاب موحد يراعي فيه تضحيات السوريين.

-تعاني الساحة السياسية السورية كما العسكرية، كما الاجتماعية، من انقسامات كبيرة. هل فكرة عقد مؤتمر للقوى والشخصيات الديمقراطية السورية في هذا الظرف ناجحة؟ ولماذا؟

-نحتاج لمؤتمر يكون سوري التوجه والتنظيم، وعليه لا بد أن تستجيب القوى السياسية المعارضة لدعوة المؤتمر المزمع عقده وتقديم كل السبل والإمكانيات لإنجاحه، من أجل إستعادة بوصلة الثورة السورية. إننا اليوم في ظل الحروب التي تجري بالوكالة على الأرض السورية، لا بد أن نرفض إملاءات بعض الدول، التي تريد تصدير أزماتها الداخلية إلينا، وكذلك قطع الطريق أمام مطامعها التوسعية.

-تعرض أبناء المكون الديني الإيزيدي إلى عمليات اضطهاد وإقصاء ومجازر ومتاعب، في مناطق الشرق التي يعيشون فيها. ومازالت. كيف يمكن رد الحقوق لهم، وكيف ينظر علي للحالة؟

-كانت ولا تزال القوى الإرهابية المتشددة هي مصدر قلق للأقليات الدينية في المنطقة، فالهجمات الإرهابية المتكررة على الأقليات وتحديداً ضد الإيزيديين سواء في شنكال/سنجار، وسري كانيه “رأس العين” وعفرين، هي محاولة متكررة من هذه القوى لإبادة الأقليات وإنهاء وجودهم على أرضهم التاريخية.

ايزيديو سوريا لديهم آلام ناجمة عن السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة على الحكم في سوريا، فلا اعتراف دستوري بوجودهم، ولا قانون يحميهم من الإساءات والإبادات، وأيضًا لم توفر هذه الحكومات للإيزيديين السبل الممكنة لتعزيز دورهم وحماية إنتمائهم الديني.

لدينا الكثير لنقوم به في سوريا المستقبل من أجل حماية الايزيديين، إلا أن الأمر ليس سهلًا في ظل تنامي الخطابات الدينية المتشددة، وسيطرتها على بعض القوى السياسية المعارضة، والحال ذاتها لدى السلطة الحاكمة في دمشق، ولا ننسى استمرار استهداف الإيزيديين في مناطق تواجدهم في عفرين وسري كانيه “رأس العين” وفقًا لما نقوم برصده في مؤسسة ايزدينا.

جهات عديدة متورطة في عملية إبادة الايزيديين، ومنها تركيا التي تستبيح مناطق الايزيديين في مدينة عفرين المحتلة، فهي متورطة إلى جانب ما يسمى الجيش الوطني السوري، بتهجير عشرات الآلاف من الايزيديين وسرقة منازلهم وأراضيهم الزراعية، حالهم كحال الشعب الكردي في عفرين.

لا تزال هذه الانتهاكات مستمرة بحق المدنيين العزل، وحالات القتل والخطف بحق النساء وكذلك المسنين لم يتوقف منذ حوالي عامين رغم التحذيرات التي تلقتها تركيا من المنظمات الدولية بشأن إنتهاكاتها الممنهجة.

-يعيش علي في ألمانيا، وينشط حقوقياً وأدبياً وسياسياً، ما هي الأنشطة التي يعتبرها أكثر أهمية؟

-أنا أقيم في ألمانيا منذ حوالي خمسة أعوام، وأعمل وأدرس لدى وكالة العمل الاتحادية منذ  عامين، كما لدي العديد من النشاطات التطوعية داخل منظمات المجتمع المدني، وأدير جمعية زهرة الزيتون التي كانت تصدر في وقت سابق مجلة شهرية بثلاث لغات، الألمانية والكردية والعربية، بإسم مجلة زهرة الزيتون، التي كانت تخصص في صفحاتها تقارير ومقالات تؤكد على أهمية تعزيز حقوق الانسان وتسلط الضوء على مشاكل اللاجئين ونجاحاتهم في ألمانيا.

ألقى علي عيسو كلمة في المنتدى الدائم المعني بقضايا الأقليات في جنيف عام 2019، تحدث فيها عن جرائم الجيش التركي، وما يسمى بالجيش الوطني السوري في عفرين السورية.

إلتقى مرارًا بالمسؤولين في لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، وقام بتسليمها العديد من الأدلة والوئائق، حيال الانتهاكات التي تجري في مدينة عفرين، بالإضافة إلى لقاءاته الدورية مع مسؤولين في الأمم المتحدة.

حوار طالب إبراهيم