عائلات إدلب النازحة في ديارنا

841

وصل عبر معبر “عون الدادات” أكثر من 80 عائلة نازحة من إدلب، في نهاية كانون الثاني، وكان في استقبالهم، وفد من أهالي مناطق الإدارة الذاتية، وبمشاركة مع وفد من حزب سوريا المستقبل- فرع إدلب.
عار الحاجز

في حديثه مع مدير المركز الإعلامي لحزب سوريا المستقبل، قال أحد النازحين : “شعرت بالعار يا صديقي.. العار يغسلني كما لو أني ارتكبت كل المعاصي.. في رحيلنا عن أرضنا وأهلنا وبلدتنا، ونحن نطوي الحزن والخوف وقلق الرحيل، ونحمل بعض زادنا، ونلف أطفالنا ونسائنا ومسنّينا، توقفنا عند أحد حواجز درع الفرات، ثم طلب أحد العناصر، أن نقابل الضابط المسؤول. كان الضابط تركياً، والعلم الذي ينتصب خلفه علماً تركياً، وأحد العناصر الذين أوقفونا، كان مترجماً خاصاً للضابط، كل هذا كان فوق أرض سورية، الأرض التي نقف عليها جميعنا، هي أرض سورية. وأنا نازح سوري من أرضي السورية، وذاهب إلى أراضي أهلي السوريين أيضاً، في جغرافية سوريا الواسعة، ترجم لي العنصر ما سأله الضابط، قال لي، الضابط يسأل، إلى أين أنت ذاهب!”.

مهنة طفلة

طفلة لم تتجاوز العشرة، كانت ترتدي كنزة صوفية، في هذا البرد الجاف، وتتناول بعينيها الرطبتين مسافات التلال المتتالية، تنتظر أن تفتح السماء طريقاً آخر للأمان، كانت تحمل كرسيّاً، ويسير أمامها عجوز، وكان كلما أشار لها، أنه تعب من المسير، تضع الكرسي على الأرض، ليجلس عليه.

طفلة أخرى، ترتدي معطفاً مازال لونه زهرياً، رغم تعب الطريق ووحوله وخطورته، كانت تحمل “مطرباناً” كبيراً، يحوي طعاماً. عندما رأت الكاميرا، ابتسمت رغم الحزن والتعب، قرأت في عدسة الكاميرا، أن هناك نهاية لهذا النزوح، كانت ذاكرتها تشع في تلك اللحظة، بما رسخته شعارات العدسات.. “ابتسم.. حتى تطلع الصورة حلوة”.

العجوز الصامت

وصل عشرات المسنين إلى مناطق الإدارة الذاتية، واحد منهم، كان صامتاً. صافح بحنان، لكنه لم يجب على الأسئلة. كان يفكر بعمق، وهو يثبت عينيه في الوجوه. ربما تساءل، هل وصلنا، هل هناك حواجز أخرى، هل هناك وجوه غريبة أخرى، هل انتهى الطريق قبل أن أنتهي. حتى زجاجة الماء التي قُدمت له، نظر فيها مليّاً، قبل أن يشير بيده اليابسة، أنه لا يريد.

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة إدلب، من حرب، وقتل، وتهجير، ومؤامرات، جاءت مبادرة أهالي شمال وشرق سوريا الانسانية في احتضان أهالي إدلب في مناطقهم.
وبدوره شكَّل فرع إدلب لحزب سوريا المستقبل، فريقاً من أعضاء الفرع واللجان والمجلس العام، وتوجهوا إلى معبر “عون الدادات” في ريف منبج، لاستقبال النازحين، والوقوف على احتياجاتهم، ومساعدتهم والتخفيف من معاناتهم.