حسين جمو يكتب: لماذا يكره أردوغان طائرات F16 الأمريكية؟

1٬080

 

أجرت تركيا اختباراً تجريبياً لمنظومة الدفاع التي اشترتها من روسيا «إس 400» ووضعت طائرة «إف 16» الأمريكية الصنع كهدف على شاشة رادار «إس 400»، في مشهدٍ أثار حرجاً كبيراً لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحاول عرقلة فرض عقوبات على تركيا بسبب هذه الصفقة.
ومنذ 15 يوليو 2015، الليلة التي حدثت فيها المحاولة الانقلابية المزعومة في تركيا، يلاحق كابوس الطائرة الأمريكية «إف 16» الرئيس التركي. فبعد لحظات من المحاولة الانقلابية شاهد أردوغان وهو في طائرته الرئاسية طائرتي «إف 16» بالعين المجردة حسب ما نقلته وسائل إعلام تركية بعد فشل الانقلاب المزعوم.
كانت الطائرتان مكلفتين من فريق الانقلابيين استهداف أردوغان. لم تنشر تفاصيل كافية حول واقعة مشاهدة أردوغان لـ«إف 16» قرب طائرته الرئاسية وكيفية نجاته، إلا أن واحدة من القرارات التي اتخذها على الفور ملاحقة قائدي الطائرتين.
وخلال الإجراءات اللاحقة، قام أردوغان، بالتنسيق مع وزارة الدفاع، بتوجيه ضربة ساحقة لقطاع «إف 16» من سلاح الجو التركي، حيث تم تسريح عشرات الطيارين والجنرالات باعتبار أن القوة الجوية هي المشتبه به الرئيسي في التخطيط للانقلاب.
وتحاول تركيا تفادي التصريح عن مبررها حيازة منظومة «إس 400»، إلا أن عملية تجربة المنظومة الصاروخية الروسية على طائرة «إف 16» أول من أمس قد قطعت الشك باليقين. فالرئيس التركي يريد حماية نفسه من «إف 16» بسلاح رادع من طراز «إس 400».
وسبق أن نشر موقع «أحوال» المتخصص في الشؤون التركية، قبل عدة شهور، تقريراً أن المسؤولين الأتراك أخبروا نظراءهم الأمريكيين أن الغاية من شراء المنظومة الروسية هو ردع أي محاولة انقلابية، ذلك أن المنظومة الصاروخية الخاصة بحلف الناتو لا تعمل على نحو ملائم حين يكون مصدر التهديد من منظومة صديقة، وهذا ما حدث ليلة المحاولة الانقلابية، فالمنظومة الصاروخية التركية المعتمدة «باتريوت» لا تصلح للتعامل مع تهديد قادم من سلاح شقيق لها.
وترفض تركيا الحلول الوسط الأمريكية، ومن بين المطروح كان عدم تشغيل المنظومة، وهو ما رفضته أنقرة. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن تركيا لم تشترِ أنظمة الدفاع الروسية لإبقائها في العلبة. لدينا احتياجات.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن التقارير بشأن اختبار تركيا لطائرات إف -16 المسلحة جنباً إلى جنب مع منظومة الدفاع الجوي إس-400 تثير القلق.
ويبدو أن حجة أردوغان قد أقنعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غير أنه هو الآخر لا يستطيع التصريح علناً بقناعته حق أردوغان في حماية نفسه من «إف 16»، لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب أمام ازدواجية التسليح لدى الدول الحليفة لواشنطن، وكذلك قد يؤدي ذلك إلى تقسيم الجيوش. ومثال ذلك تركيا، حيث من المستبعد في ظل الهلع الذي ينتاب أردوغان من أي محاولة انقلابية، أن يسلّم منظومة «إس 400» لقادة هيئة الأركان على سبيل المثال.. فهو يشتريها لردعهم!
عن البيان الإماراتية

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

مقالات الرأي لا تعبر عن وجهة نظر الموقع