هل يساهم مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بتغييب الحقائق؟

880

 

نشر مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة تقريراً مؤخراً، ذكر فيه نتائج ما خلفته العملية العسكرية التركية من أضرار إنسانية في الشمال السوري، وأشار التقرير إلى نزوح 75438 شخصاً بين 1 و 19 تشرين الثاني 2019، بينهم 31680 طفلاً و 18860 امرأة. وبينهم 48884 نازح من محافظة الحسكة، و 19471 من الرقة و 7083 من حلب.

وذكر التقرير عودة 117132 إلى ديارهم، ونصفهم عاد إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.

ونشر مكتب الشؤون الإنسانية في الإدارة االذاتية لشمال وشرق سوريا بياناته عن مجمل الأضرار التي خلفتها العملية التركية في الشمال السوري، والتي تسببت في نزوح وتشريد قرابة 300 ألف مواطن، أكثر من نصفهم من محافظة الحسكة.

وذكر البيان الصادر بتاريخ 19 تشرين الثاني عن نكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الإدارة الذاتية، أن ضحايا العملية العسكرية من المدنيين السوريين 478 شهيد و1070 جريح. وبسبب الاعتداءات التركية على محطة علوك لتنقية المياه، فقد تم قطع مياه الشرب عن حوالي نصف مليون إنسان.

وتسببت العملية التركية، بإغلاق 810 مدرسة، مما أدى إلى توقف 86 ألف طالب عن الدراسة.

وتضررت الدور الصحية من مشافي ومراكز طبية بسبب قصفها بشكل مباشر، أو استهداف كوادرها، وما تبقى منها يقدم استجابة بحدود 40% مما هو مطلوب.

ولم تسجل بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الإدارة الذاتية، أي عودة للنازحين السوريين إلى المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية وميليشياتها السورية، بسبب الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها هذه الميليشيات هناك، وبسبب خوف النازحين من التصفية. وإذا كان لدى مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أرقاماً عن عودة نازحين سوريين إلى المناطق التي احتلتها تركيا وميليشياتها، فيحق للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن تتساءل عنهم وعن هوياتهم وأعدادهم وماهي المناطق التي أتوا منها وإلى أي المناطق يتبعون.

وإذا كانت بيانات الإدارة الذاتية تشير إلى عدم عودة أي من النازحين السوريين إلى المناطق التي احتلتها تركيا، وغذا كانت بيانت مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة يشير إلى وجود نازحين عائدين، فهذا مؤشر على قيام السلطات التركية بتسكين سوريين ليسوا من المنطقة، مما يؤكد على قيام تركيا بتغيير ديمغرافي في المنطقة.

وبيانات مكتب تنشيق الشؤون الإنسانية في الإدارة الذاتية، تتناقض مع ما نشره مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، فيما يتعلق بعودة النازحين إلى مناطقهم وبيوتهم، ويعتمد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الإدارة االذاتية على أرقام لجانه ومكاتبه ومكاتب المنظمات الإنسانية المحلية منها وغير المحلية التي تتابع الموضوع.

وجاءت أرقام الإدارة الذاتية متناسبة مع حجم المشكلة، ومتوائمة مع الواقع الموجود والذي يستطيع مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة التأكد منه، وتستطيع المنظمات الإنسانية والحقوقية العالمية الأخرى القيام بذلك.

#حزب_سوريا_المستقبل

#تقرير