مثنى عبد الكريم يكتب : هفرين حكاية وطن

1٬237

هفرين حكاية وطن اغتاله أعداء الشعوب فاشيو هذا العصر و أذنابه من شراذم الخلق وشذاذ الآفاق , منذ أن عرفتها لم تفارقها الابتسامة و لم يفارقها الأمل بوطن حر يعيش فيه الجميع بلا تمييز يضمن حقوق كل مكوناته , وطن يتشارك فيه الجميع أفراحهم وأتراحهم يرقصون سوية ويغنون بكل ثقافاتهم ألوان سوريا المستقبل تراثها وعراقتها وأصالتها.

كانت شهيدة الياسمين إذا سارت ملئت الأرض عبقاً وياسميناً يزهر في قلوب كل وطنيٍ شريف وإذا تكلمت سحرت بقوة بيانها اللغة ذاتها بفصاحتها وقوة خطابتها وحروفها التي تنبع من صميم روحها الملائكية , كانت مثالاً يحق لكل امرأة حرة أن تقتدي بها كانت مثال النضال والمناضلة التي لم تفتئ يوماً أن تذكرنا بأن درب النضال طويل وصعب ويحتاج من كل جهدنا وطاقاتنا وأن الشعب يعلق علينا آمالاً كثيرة وأن القضية اليوم لا تخص قومية بذاتها بل هي قضية كل الشعوب الشرق أوسطية التواقة للتحليق في سماء الحرية الواسعة وأن القضية هي قضية وجود وصراع طويل منذ آلاف السنين مع الذهنية الشوفينية والإقصائية .

لم تؤمن عبق الياسمين وطني المغدور بأن السلاح هو الحل لم تؤمن بأن الدم يغسل بالدم بل آمنت بأن سوريا ستزهر بالياسمين وبأن المحبة والسلام سيعم كل سوريا وأن لغة العقل والحوار هي السلاح الحقيقي للمناضلين الثوريين وأن الحوار السوري السوري وعلى الأرض السورية هو الحل للأزمة السورية .

كانت تمد يد السلام لكل الأطراف وتناديهم بأن هذا الوطن يتسع للجميع وبأن الإختلاف لا يفسد للود قضية وأننا كلنا سوريون نحل مشاكلنا بعضنا مع بعض بالحوار لا بالإستقواء بالخارج ولابالتهديد والوعيد.

رأت ياسمينة سوريا المستقبل بدمشق وقاسيونها وطناً يسمو وبروج آفا روحاً ترنو وتحن وبأخوة الشعوب وتمثيلها وايصال صوتها هدفاً لا يمكن أن تساوم عليه , كانت الكردية الأصل والعربية الهوى والأرمنية الروح والسريانية العبق والشركسية النفس والكلدانية القوة والتركمانية التسامح كانت الرفيقة والمعلمة والصديقة والأخت والمساند والأم بحنانها وعطفها والأمين العام بحكمتها وحنكتها التي لم يوجد لها مثيل هفرين كانت وطناً بذاتها .

ولكن صوت السلام في هذا العالم المليء بالعنف والدم أرعب تجار الحروب وخاصة من كانت القديسة هفرين تناديهم بالجيران فتربصوا بها ونصبوا لها الكمائن ليحيطوا بها وبمن معها من الآساد الأبطال كضباع تكالبوا على أسد جريح قاومهم ولم يستلم العشرات من شذاذ الآفاق المارقين أعداء الإنسانية من اللذين باعوا أنفسهم لمن لا أصل له ولا تاريخ الاتراك لأحاطوا بها وبمرافقها الشهيد البطل فرهاد فقاوموهم ولم يستسلموا ولم يقبلوا بالإستسلام لإنهم لم يؤمنوا يوماً بالاستسلام .

ظنوا أنهم إن قتلوها سيذب الياسمين وينتهي الربيع وتنطفئ شموع المستقبل لكنهم نسوا أنها ورفاقها ورفيقاتها ربوا آساداً لا تخشى ولا تقبل بالذل ولا الهوان ولن تسمح للمحتل التركي بأن يعيد بناء امجاده الواهية كبيت العنكبوت وبأن كل زيتونة ستنبت هفريناً ومحال أن ينتهي الزيتون , كتب الشهداء بطهر دمائهم رسالة شعوب شمال وشرق سوريا ألى كل العالم لترفع صورهم في الكونغرس والبرلمانات العالمية وليصبحوا اسطورةً يرويها تاريخ البطولات والمقاومة ولتصبح هفرين وآرين وبارين وغيرهن من قديسات وطني وطناً امتزجت بذرات ترابه الآلاف من دماء الشهداء ليرسموا سوريا العراقة والآصالة كرداً وعرباً وسريانا وأرمنا وشركساً وتركماناً وكلدان وإيزيديون وعلويون سنة وشيعة وهبوا أرواحهم قربانا لهذا الوطن الذي لا تزال تتحطم على اسوار مقاومة الكرامة فيه العنجهية الفاشية التركية وليرجع اذناب اردوغان خائبين نسي أولئك أن الآريين والساميين هم أصل الحضارة منذ بزوغ فجر ميزوبوتاميا وأن أخوتنا وإرادتنا أصلب من الفولاذ فكيف يهزم شعب يودع أبنائه الشهداء بالرقص والغناء وكيف يهزم شعب يبكي الكردي فيه رفيقه العربي ويحمل نعشه ويداوي جراحه ويعاهده عللا الاستمرار .

لن يهزم هذا الشعب أيها الفاشي الطوراني الارعن ولتسمع أنت ومرتزقتك بأن روج آفا وسوريا كلها حرام عليكم ولن تطئوها الا على جثثنا فهاهنا سوريا هاهنا روج أفا وطن السلام وأرض الأقوياء والشرفاء وللمجتمع الذي يصمت عن هذا الفاشي واذنابه أما آن الآوان أن يحاكم اردوغان كمجرم حرب هذا مطلبنا وسنقاوم وننتصر فإننا عشاق الحياة الحرة ولتحيا مقاومة الكرامة .

منقول من موقع روناهي