سردار حاجي علي يكتب: سوريا ومعضلة توافق المصالح

2٬312

لم يعد خافياً بعد ثماني سنوات من الصراع الدموي المفتعل بين الفصائل المختلفة والمدعومة من دول مختلفة تحت مسميات متفاوتة بين حماية المدنيين أو الحفاظ على النسيج و الحفاظ على بنية الدولة والقانون الدولي وأسماء أخرى تخفي خلفها الصراع الحقيقي أو الهوية الحقيقة للحرب ,الصراع الذي كان على مدى العصور صراعاً اقتصادياً بواجهات دينية على مر العقود السابقة والذي تحول بشكل طفيف وتحت شعارات خادعة إلى صراع مصالح لكبريات الدول وهذه المرة بواجهة مدنية ولكن بنفس النوايا السابقة ,وهي تثبيت النفوذ والسيطرة على القرار السياسي والذي يفضي بدوره إلى شرعنة نهب ثروات الشعوب.

روسيا التي جاءت من خلف البحار لتدعم الشرعية الدولية المتمثلة بحكم بشار الأسد على حد زعمها والتي جاءت بطلب رسمي من الحكومة السورية صاحبة السلطة في البلاد , تبقي لنفسها موطئ قدم تحت مسمى حماية القانون الدولي والذي يفضي لحماية مصالحها المتمثلة ببقاء الأسد الذي هو ختمها المملوء بالحبر للتوقيع على صكوك التنازل ومنح العقول المفتوحة الأجل والتي تبقي على حكمه دونما السؤال عن الثمن الذي يدفعه الشعب المغلوب على أمره, وأميركا التي لا تفوت فرصة للتبجح بحقوق الانسان ومن ضمنها حقوق الأقليات العرقية والاثنية والدينية

وتفوت بلعبة العصا والجذر مصالحها التي سرعان ما تنعكس على حياة المواطن الذي يبلع الموس على الحدين ,تأخذ كل ما تريده دون انتظار مشورة أحد وتعطي الدروس والعبر تحت مسمى حماية الحلفاء ,ناهيك عن الدول الإقليمية التي لا توفر جهداً في تبديد طاقة وثروات هذا الشعب من ايران التي ملأت الجغرافيا السورية بالميليشيات الطائفية وتركيا التي تملك أكبر مصنع لصناعة الجماعات التكفيرية ابتداءً من جبهة النصرة وليس انتهاءً بداعش ,الأمر الذي يبعث بالريبة عن هذا الشعب الذي من المفروض أنه من أوائل صناع الحضارة الإنسانية وصاحب أول أبجدية مكتوبة, أين هوية الشعب السوري من كل الذي يجري, كيف ينساق شعب بهذه الحضارة وراء عقول عاف عنها الزمن, كيف يبدل العلم بالفتاوي, ويفضل المحتل تحت مسمى الحماية على ابن البلد , ولماذا قد يحتاج إلى الحماية من ابن البلد.

ما أن دخل المال السياسي الفاسد في روح الثورة السلمية للسوريين حتى نزل الصوار الحقيقيون إلى القاع وطفت على السطح الجثث التي انتعشت بالارتزاق وحدث ما حدث ,كتائب تأتي لترتب المشهد السوري وأخرى تأتي لتهدم وتبني على هوى الدولة التي تدفع راتب الارتزاق, هل هذه سوريا الثورة, هل هذا ماكنا نحلم به, هل هدرت كل هذه الدماء لأجل أن نعود للوراء يا أمة اقرأ ,هل قامت الثورة لنهدم ما بني حقاً لا ليست للارتزاق قامت الثورة ,إنما لبناء سوريا تسع الجميع ,سوريا تتجه للأمام بما يناسب نسيجها الذي كاد أن يكون منسجماً, سوريا يشعر فيها الشعب بالانتماء للمكان ,المكان الذي لا يستطيع أحد أن يقول لك ماذا تفعل هنا

#حزب_سوريا_المستقبل
سردار حاجي علي عضو مؤسس لحزب سوريا المستقبل

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.