ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة من احتدام المواقف السياسية، وتصاعد لهجة التهديدات المتبادلة بين القوى الإقليمية، يُنذر بوقوع حربٍ مدمرة، تحاول الدبلوماسية الدولية نزع فتيل الأزمة، وإيقاف تدهور منطقة الشرق الأوسط نحو المواجهات العسكرية، مما سيوفر البيئة الخصبة للتنظيمات المتطرفة، والجماعات المسلحة كي تستعيد قوتها، وتعاود أفعالها الإرهابية، مستفيدةً من الفوضى والفراغ الأمني الحاصل نتيجة لذلك، وسيكون تنظيم داعش الإرهابي في مقدمة التنظيمات التي ستستغل ما سيحدث جرَّاء ذلك.

وهذا الأمر يندرج في نفس السياق الذي شهدته مناطق في دير الزور في الساعات الأخيرة من هجمات، شنَّتها مجموعات مسلحة من قوات النظام السوري ومجموعات مسلحة أخرى تتبع له، وتعمل بإمرته على مختلف مسمياتها، وهي محاولة مكشوفة من داعمي النظام السوري، لجرّ المنطقة إلى صراع شامل، بغية إشغال قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية في إقليم شمال وشرق سوريا عن القيام بدورها الهام والحيوي في حفظ الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.

حزب سوريا المستقبل يُدين كل هذه المخططات الخطيرة، ويستنكر ما يقوم به النظام السوري ومن يقف خلفه، في هذه المحاولة المكشوفة، لاستغلال ما يحدث في المنطقة، وخلق أجواء فتنة بين عشائر ومكونات المنطقة، في محاولة لخلط الأوراق، خدمة لأهداف ومشاريع القوى الإقليمية، على حساب الدم السوري.

حزب سوريا المستقبل يُجدد دعوته إلى كافة القوى والأطراف السورية، إلى أن تكون المصلحة الوطنية السورية هي المصلحة العليا للجميع، وأن لا يتم السماح بأن تبقى سوريا ساحة متجددة لصراع القوى الإقليمية على أرضها، لأن ذلك سيزيد من معاناة شعبنا وبلدنا، حيث ما تزال تداعيات الأزمة السورية، وما خلَّفته من مآسي وكوراث خلال السنوات الماضية مستمرة، دون أي أفق للحل السياسي حتى الآن.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
8 آب 2024