حضر المحامي والناشط السياسي لقمان أيانة، أكثر من ورشة من الورشات التي دعى لها مجلس سوريا الديمقراطية في أوروبا، ويشارك في الأنشطة السورية، في العاصمة النمساوية فيينا، التي وصلها منذ سنوات، تاركاً خلفه مدينته رأس العين، ومنزله ومكتبه.
لقمان أيانة محامي سوري، خريج جامعة حلب عام 1997. يقيم في النمسا- فيينا منذ حوالي 6 سنوات.
وحول ورشات مسد وورشة بروكسيل الأخيرة، وتشكيل لجنة تحضيرية للتحضير لمؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية في سوريا، كان الحوار التالي.
-حضر الناشط الحقوقي والسياسي لقمان أيانة أكثر من ورشة عمل في أوروبا، من الورشات التي دعى لها مجلس سوريا الديمقراطية. كيف كان انطباعك بالعام، عن الورشات وعن الحضور وعن المداخلات؟
-استكمالاً لمؤتمرات الحوار السوري- السوري في الداخل، كان لا بد من عقد هذه الورشات في الخارج، وخاصة الدول الاوربية، لتواجد أغلب المعارضة السورية فيها.
وعقد هذه الورشات كانت في الاتجاه الصحيح، والغاية منها دعم المسار الديمقراطي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتفعيل حضورها في الأوساط السياسية السورية.
ومن خلال حضوري ورشتي فيينا وبروكسل، ومتابعتي لبقية الورشات، كان الحضور مميزاً و نوعياً، لأن أغلب الذين حضروا تلك الورشات، كانوا شخصيات معارضة تملك إرث نضالي، ورؤية سياسية وهم أصحاب فكر.
وانتهت الورشات بمخرجات، رسمت ملامح سوريا المستقبل، بناء على رؤية المشاركين كمعارضة ديمقراطية.
-في ورشة بروكسيل الأخيرة، تم انتخاب لجنة تحضيرية مهمتها التحضير والدعوة وتجهيز أوراق عمل مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية السوري.
ما هي العقبات التي يمكن أن تواجه اللجنة في عملها؟
-تعمل اللجنة من أجل التحضير لمؤتمر كبير للقوى والشخصيات الديمقراطية في سوريا، وهذا ليس بالأمر اليسير. هذا يحتاج وضع خطة عمل واضحة، والإعداد لكتابة وثائق المؤتمر، وتحديد تاريخ ومكان انعقاد المؤتمر، والتحضير اللوجستي وبوجود قوى وشخصيات من الداخل والخارج وسط كل المعوقات التي تمنع لاسباب أمنية أو سياسية. وكذلك تسويقه اعلامياً بما ينسجم مع مخرجات الورشات والوثائق التي يتم إعدادها، وكذلك مع تطور الأحداث والمستجدات.
-تعاني الساحة السياسية السورية كما العسكرية، كما الاجتماعية، من انقسامات كبيرة. هل فكرة عقد مؤتمر للقوى والشخصيات الديمقراطية السورية في هذا الظرف ناجحة؟ ولماذا؟
-بعد فشل الحل العسكري، ووصوله لنفق مظلم، مع فقدان السوريين لقرارهم وسط تدخل أقليمي ودولي، واستجابة لاستحقاقات المرحلة القادمة للحل السياسي، وتطور الأحداث على الساحة السورية، فإن الدعوة الى عقد مؤتمر للقوى والشخصيات المعارضة الديمقراطية، هو محاولة حثيثة لتشكيل حامل سياسي، لتمثيلها في الحوار السوري السوري، بغية المساهمة الفاعلة في حل الازمة السورية. السوريون بالنهاية هم أصحاب الأرض، ولهم فيها تاريخ وعيش مشترك، ومصالح أقوى من أية اجندات اخرى.
-في الفترة التي كنت فيها في فيينا، تم احتلال مدينتك رأس العين. وتم تهجير الكثير من أحبتك هناك. كيف مرت تلك اللحظات على المهاجر في فيينا لقمان؟
جواب: لحظات عصيبة لا توصف، عندما تتابع من بعيد أخبار مدينتك التي ولدت فيها، وعشت، وتعلمت، وما زالت تفاصيل شوارعها في ذاكرتك، ولك فيها أم وأخوة وأهل وأصدقاء وجيران، وهي تقصف بالطائرات، وتهاجم بالدبابات، وتهاجم بالميليشيات، وينزح أهلك والجميع، ولا تستطيع ان تفعل شيء، هذه المصيبة الكبرى.
تعرضت رأس العين لهجوم الفصائل المعارضة المسلحة في 2012، وتم حرق أرشيف محكمة رأس العين، الأرشيف الذي يحدد حقوق الناس وممتلكاتهم وأعمالهم وشؤونهم، في محاولة هدفها الحقيقي التخريب واتلاف الملفات. ومن حسن الحظ أن بعض هذا الأرشيف كان موجود في مكاتب المحامين في المنطقة. لكن هجوم ميليشيات ما سمي بالجيش الوطني في تشرين 2019، وتهجير الأهالي،وحرق مكاتب المحامين، ومنها مكتب المحامي لقمان أيانة، أدى إلى إتلاف ما تبقى من ملفات وأرشيف رأس العين.
حوار طالب إبراهيم