قبض البوليس البريطاني على “بول نيوي” مواطن بريطاني، بتهمة تمويل الإرهاب، وفق صحيفة الاندبندنت.
أرسل بول 150 جنيهاً استرلينياً إلى ولده “دانييل”، الذي يقاتل في صفوف “الأكراد” وفق توصيف الصحيفة البريطانية. وفي المقابل أكدت صحيفة الجارديان أن السلطات البريطانية أطلقت سراح بول بكفالة، وبدون توجيه أي تهمة له، وبعد استجواب دام أكثر من 36 ساعة.
لم يعلم بول أن ولده في سوريا، وهو يرسل له المال كلما دعت الضرورة، وإذا قاتل ولده في سوريا في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، أو في صفوف “الوحدات الكردية” كما قالت الصحيفة، فهو قاتل بجوار القوات الأمريكية التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي، وبجوار قوات التحالف الدولي والتي بريطانيا “العظمى تقريباً” إحدى مكوناتها، قوات هذا التحالف الذي يحارب الإرهاب في سوريا على الأقل وفق ما يقول التحالف ذاته.
أما أن يتم وصف من يحارب الإرهاب بالإرهابي، وفي بريطانيا الديمقراطية، والتي تراعي حقوق الإنسان، وتهتم لما يجري لمسلمي الإيغور في الصين، وتطالب الدول الديكتاتورية، بإطلاق سراح الليبراليين الشباب المعتقلين، وتحض على احترام الآراء والأديان بالتوازي مع حقوق النساء، فهذا خارج عن المألوف، ومن الصعب فهمه.
إرسال 150 جنيه إلى “دانييل”، البريطاني الذي يقاتل مع قوات سوريا الديمقراطية، تستدعي التحقيق مع “بول”، ولكن توزيع الملايين على جماعات الأخوان المسلمين في بريطانيا، من جهات وحكومات دولية وعبر وساطات، وتخصيص أموال “سوداء” لإدارة ثقافة الموت والإرهاب في بريطانيا، وأوروبا والعالم، تحت مسميات مراكز أبحاث إسلامية، لا تستدعي التحقيق.
لا نحتاج إلى أدلة وتفكير عميق، لنستنتج أن حركة الأخوان المسلمين لا تلتزم بقيم الديمقراطية، ولا تمثل الاعتدال السياسي الإسلامي. فهي استخدمت العنف بشكل انتقائي بما يخدم مصالحها السياسية، منذ نشأتها وحتى الآن.
وهي تمارس سياسة الاغتيالات وتستمد ايديولوجيتها من أفكار مؤسسها حسن البنا، ومنظرها سيد قطب صاحب “العقيدة التكفيرية”، التي توزع تهمة الكفر على “كل” الآخرين، وتؤسس لاستخدام العنف للوصول إلى المجتمع الإسلامي الكامل.وقد أيد بعض كبار أعضاء الجماعة، الهجمات على القوات الغربية، بما فيها طبعاً البريطانية.
هناك اختلافات كبيرة بين خطاب الإخوان المسلمين الموجه باللغة الانكليزية، الذي يعتمد اللين والسهولة، وخطابهم باللغة العربية، الذي يعبر حقيقة عن ميولهم التكفيرية، وتؤكد المنصات الإعلامية التي ترتبط بالإخوان، ما نرمي إليه، عبر التحريض وتوجيهها التهم لمن تسميهم أعداءها الكفرة، من شخصيات وحكومات ودول وتجمعات، والتي يفهم عناصرها من خلال هذا الخطاب، أنها فتاوى للقتل.
صحيح أن نشاط جماعة الأخوان المسلمين في بريطانيا لا يحفل بالشرعية البوليسية، من حيث العضوية وجمع الأموال والبرامج التعليمية، لكنها تنشط، وتحت مرأى البوليس الذي اعتقل بول، لأنه أرسل 150 جنيه لولده، الذي يحارب الإرهاب الداعشي في سوريا، أمثال إرهاب جماعة الأخوان..
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.