تمرُّ علينا هذه الأيام الذكرى السنوية العاشرة لثورة 19 تموز والتي بدأت شرارتها من كوباني بمشاركة وريادة دور المرأة والشبيبة والقوى المجتمعية عام 2012, ومن ثم انتشرت في عموم مناطق شمال وشرق سوريا ليشارك فيها كافة المكونات، لذا تعتبر هذه الثورة ميراثاً مهماً لعموم الشعوب والقوى الديمقراطية في سوريا والمنطقة والعالم, لأنها ثورة الحقوق والديمقراطية, وثورة الشعوب المتعددة الواحدة.
ثورة 19 تموز هي الثورة الحقيقية التي تمثل جوهر التغيير السياسي السلمي في سوريا فعلى الرغم من كل محاولات تشويه خطَّها الديمقراطي, إلَّا أن مبادئ ونضال شعبنا في هذا الإطار لا زالت مستمرة وبكل قوة، هذه الثورة الديمقراطية بنت الأساس المتين للمشروع الديمقراطي في سوريا والذي نجمت عنه وحدة المكونات المتنوعة, وأنتجت مشروعاً تاريخياً في سوريا وفريداً من نوعه في المنطقة ألا وهو الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، كذلك أسست هذه الثورة قوة الحماية الذاتية والبناء الذاتي, ما ساهم في تغيير جميع المفاهيم والنظريات التقليدية في سوريا.
لم تقتصر ثورة 19 تموز على الجانب السياسي، الإداري والعسكري فقط بل امتدت لتكون ثورة ثقافية، اقتصادية واجتماعية, وجسّدت طموحات وآمال الشعب السوري التي انتفض من أجلها، وحملت مقومات تحقيق سوريا ديمقراطية تعددية وفق الهوية الوطنية السورية الجامعة.
واليوم تمثل هذه الثورة الروح الحقيقية للمقاومة ضد كل مشاريع الإرهاب والتطرف, وكذلك ثورة نوعية ومتميزة في بناء إرادة المرأة التي لطالما كانت حقوقها وحريتها مصادرة لعقود طويلة، هذه الثورة بكل ما تحمل من مميزات هي اليوم الأساس الفعلي للحل الحقيقي في سوريا فكل المشاريع البديلة عن ثورة 19 تموز لم تستطع تخطي تلك الحواجز المرسومة لها وبقيت ضمن أطر دينية، قوموية، تعصبية ضيقة وبالتالي لا يمكن لها أن تكون في أي لحظة أساساً لمستقبل الحل في سوريا.
ولهذه الأسباب لاتزال الهجمات والتهديدات والمؤامرات مستمرة على المناطق التي تحررت بفضل ثورة 19 تموز, وتستمر محاولات القوى الديكتاتورية والسلطوية وعلى رأسها الاحتلال التركي لإفشال هذه الثورة ومشروعها الديمقراطي عبر التهديد باحتلال مزيد من مناطق شمال شرق سوريا.
وإنَّنا في حزب سوريا المستقبل نجدد العهد بالسير على خطى شهدائنا الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحقيق هذه المنجزات العظيمة ودحر قوى التطرف والإرهاب, ونؤكد على أهمية مكتسبات ثورة 19 تموز والتي تمثل الخارطة الأساسية لمستقبل سوريا في تنظيمها وإدارتها الذاتية, وعلى ضرورة إيجاد الحل الأمثل للأزمة السورية التي تمر بها سوريا عبر الحوار السوري السوري مع كافة الأطراف السورية التي ترى الحوار هو الحل لقضية الشعب السوري, وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة ومنها القرار 2254.
كما ندعوا المجتمع الدولي للاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية كمشروع سياسي إداري تنظيمي استطاع أن يحافظ على اللحمة الوطنية للسوريين بكافة أعراقهم وأطيافهم.
حزب سوريا المستقبل
الرقة
18/7/2022