ذات صلة

انتصار داوود تكتب: ننتظر قادم الأيام.. يا مستقبل!


لا نهتم بشيء.. لا نخشى من خسارة أي شيء.. لتأتي الظروف كما تشتهي أن تأتي..
طبعاً، ستأتي عكس ما نريد كالعادة.. لكننا جاهزون لتلقي الصدمات.. لقد اعتدنا تلقيها، الوجع صار أيضاً عادة، في هذه الحياة الموجعة، والتي تحولت إلى مسرح كبير.. دراما لا تنتهي.
توهمنا.. غصنا كثيراً في الأوهام.. ابتعدنا عن الحقيقة، كنا نسعى لراحة البال، لنعتاد على خيوط الأمل التي وإن كانت ضعيفة، كنا نتمسك بها، لنواجه الواقع المر.
من يريد أن يحيا، عليه أن يكون واقعياً، واقعنا اليوم هو المرار، نحن نعيش المرار ونتنفس المرار.. هذا المرار الذي نريد أن نغيره..!
ربما تكون كلماتي متعبة! ربما تكون غير واضحة! ربما..لكنها تتعلق بأطراف الأسئلة التي تبحث عن جواب!
ربما نعرف الحل، ربما نصيغ طريق الخلاص، الطريق المفعم بالاستقرار.. لكنه الطريق الذي يحتاج إلى تضحيات لا تقاس بالعدد ولكنها تقاس بالدم.. تضحيات لا يفهمها العدو، وربما لا يفهمها الصديق أيضاً..
نقدم أرواح لتعيش أرواح أخرى. نقدم أحباب ليعيش أحباب آخرون..
نبحث بين الأوراق الحمراء الملونة بدماء أطفالنا، عن معاني الكلمات.. الكلمات الأسيرة، لكنها تحمل في أسرها دفء المشاعر، وخصوبة الأحاسيس، تحت سقف الطائرات الموحشة، وفي زحمة ضجيج المدافع والرصاص، ننتظر بلهفة ذاك العيش الكريم، العيش المخضب بدماء أحبابنا وأطفالنا وجيراننا وسمائنا.
ننتظر بألم ذاك المستقبل الجديد. ذاك اليقين الجديد.. ذاك الفرح الجديد..
الأرواح البريئة تحضر المستقبل كما تحضر اليقين، تماماً مثلما تملأ الشوارع بالألم، ستملؤها في قادم الأيام بالأمل..
نشتاق إلى ذاك اليوم، الذي لا نزفّ فيه شهيداً، لا نودع فيه جريحاً، لا ندفن فيه الأحباب.. نشتاق إلى قادم الأيام أيها المستقبل المختبيء فيها.
تموت أرواح لتحيا أرواح أخرى، ونودع أحباباً لنستقبل أحبة آخرون.
سئل امبراطور صيني قديم، لماذا يريد بناء السور العظيم، لماذا يريد أن يهلك به الكثير من الصينيين؟
قال: يهلك صينيون ليعيش صينيون آخرون..
نصرخ في أذان الجبناء، ربما تجد آذانهم قيمة لصراخنا.. نصرخ بملء جروحنا، بكل ما تحمله هذه الجروح من دماء ومن آلام.. الدماء دماءنا والصراخ صراخنا، والآلام آلامنا، والأمل كبير أن نجد في نهاية هذا النفق المدمى شلال الأمل..

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي

#حزب_سوريا_المستقبل

#مقال_رأي