ذات صلة

الجلاء في عيده الرابع والسبعين

تمر اليوم الذكرى الرابعة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا في 17 نيسان عام 1946، وسط حالة من الفوضى والتشتت يعيشها السوريون في داخل سوريا وخارجها.
تكاثرت اليوم الاحتلالات في سوريا، وتنافست المصالح، وتصارعت القوى، وسادت الانقسامات القومية والطائفية والسياسية. وعجزت سطوة النظام السوري عن لجم الساحة السورية، بعد أن استطاع لجمها خلال سنوات طويلة من حكمه.
والشعب السوري الذي خرج في آذار عام 2011 طلباً للحريات، وأملاً في نهاية قانون الطوارئ والأحكام العرفية، يصحو اليوم على أزمة كبيرة وخطيرة، تهدد وجوده وجغرافيته.
ومرت سوريا بأزمات سابقة قاسية وخطيرة، ولعل أبرزها، كانت الاحتلال الفرنسي، وما سببه من انقسامات عرقية وطائفية.
يشهد تاريخ سوريا المعاصر، أن الشعوب السورية وقياداتها السياسية والاجتماعية، توحدت تحت معايير واضحة وثابتة، واستطاعت بإرادتها، أن تطرد المحتل، وتحصل على استقلال ترابها.
وإذا كان يوم الجلاء هو اختصار لنضال وتضحيات تشارك فيها السوريون في كل مناطقهم، وبمختلف طوائفهم وقومياتهم، فإن الجلاء الذي نأمل به في حزب سوريا المستقبل، بعد سنوات الحرب القاسية، لن يكون إلا بكامل قوى الشعوب السورية، وبمختلف انتماءاتها القومية والدينية والسياسية.
في يوم الجلاء، ونحن نعيش الأزمة السورية المركبة، نستلهم إراداة السوريين في فترة الانتداب الفرنسي، وقوتهم وعنفوانهم، نتذكر القيم العظيمة التي جعلتهم يترفعون عن مشاكلهم الداخلية، ويوجهون بنادقهم باتجاه المعتدي، إلى أن تكللت جهودهم بالجلاء.
تمر ذكرى الجلاء اليوم، وسط انقسامات خطيرة في سوريا، وتغيير ديمغرافي وتطهير عرقي، وانكسارات لم ينجُ منها الكثيرون. لكن الضوء انبثق من مناطق شمال وشرق سوريا، وأظهر أن نواة حقيقية لجلاء قادم أنبت، واشتد عوده.
إننا في حزب سوريا المستقبل، وفي يوم الجلاء، نؤكد من جديد، أن الحل السياسي للأزمة السورية سيفتح المجال واسعاً لجلاء آخر، وأن تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالأزمة السورية وعلى رأسها القرار 2254 مفتاح حقيقي لجلاء آخر، جلاء كل الاحتلالات عن سوريا، لتكون سوريا حرة موحدة، دولة مدنية ديمقراطية، لا مركزية يسودها القانون. دولة تهنأ فيها شعوبها كاملة، ويتفاخر بها السوريون.
الرقة
17 نيسان 2020
حزب سوريا المستقبل