بيان إلى الرأي العام في الذكرى السنوية الثانية للاجتياح التركي لمدن وقرى في شمال وشرق سوريا

1٬769

يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية للاجتياح التركي البربري ومرتزقته الإرهابيين لمدن وقرى في شمال وشرق سوريا، ذلك الاحتلال الذي استهدف كل من مدينتي تل أبيض ورأس العين والقرى المحيطةِ بهما، عبر عملية عسكرية استخدمت فيها كافَّة الأسلحة الثقيلة باستهداف مناطق آهلة بالمدنيين، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن مازالت هذه المناطق تتعرض لجرائم مستمرة، من قبل الاحتلال الغاشم الذي خالف كل المعاهدات والمواثيق الدولية٫ ويستمر في ارتكاب الجرائم والانتهاكات الوحشية بحق شعبنا، عبر عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي والقصف العشوائي للمناطق المحيطة بالأراضي التي يحتلها، إضافةً إلى قصف مناطق عين عيسى وتل تمر، واستخدام الطائرات المسيَّرة في استهداف أبناء شعبنا، واستخدام المياه كسلاح حرب من خلال قطع مياه نهري دجلة والفرات، وحرق الأشجار وتجريف الأراضي الزراعية وتدمير البيئة، وممارسة كافَّة أنواع الإبادة العرقية والثقافية المُمنهجة، بالإضافة إلى عمليات الخطف والقتل ونهب الممتلكات، وتدميرٍ للأوابد التاريخية والمعابد الدينية وأضرحة الشهداء، وطمس ثقافة المنطقة، وتغيير هويتها التاريخية والثقافية والمجتمعية، واعتماد سياسة التوسُّع والتي امتدت من عفرين إلى إدلب وجرابلس واعزاز، ومنع التَّعلم باللغةِ الأم وفرض اللغة التركية، بعد أن كانت منطقة شمال شرقي سوريا الأكثر أمناً واستقراراً، وتميزاً بتنوعها الثقافي والاجتماعي والعيش المشترك، وملجأً لكافَّة السوريين من باقي المناطق السورية.

وإنَّنا في حزب سوريا المستقبل نستذكر الشهيدة الأمين العام “هفرين خلف” وكافَّة شهداء الحرية الذين سطَّروا أروع أشكال المقاومة البطولية في الدفاع عن حقوق الشَّعب السوري بكافَّة مكوناته، وفي مقدمتهم المرأة التي دافعت بكلِّ بسالةٍ في مواجهة ذلك الاجتياح والدفاع عن المناطق التي تم تحريرها من براثن تنظيم داعش الإرهابي.

كما نؤكِّد على مواصلتنا للمقاومة ورد أي عدوانٍ على بلادنا، ورفع الظلم عن أبناء شعبنا الذي ينشد الحرية والاستقرار، ومطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافَّة القوى المتدخلة في الشأن السوري لإنهاء الاحتلال لكافَّة المناطق السورية وحلِّ الأزمة، وضمان عودة النازحين والمهجرين قسراً إلى بيوتهم وقراهم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم عبر إنشاء محكمة دولية لمقاضاة حكومة الاحتلال التركي ومرتزقته على جرائمه التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، والعمل لإيجاد حلٍّ سياسي وضمان تمثيل عادل للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في العملية السياسيَّة التي تقودها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية.

حزب سوريا المستقبل
الرقة
٩ – ١٠ – ٢٠٢١