حسن محمد علي: لدينا مشروع لعقد مؤتمر وطني للمعارضة الديمقراطية لحل الأزمة

1٬814

حوار وكالة ANHA

أشار حسن محمد علي إلى أن لديهم مشروع لعقد مؤتمر وطني للمعارضة الديمقراطية بمشاركة كافة أطراف المعارضة السورية لطاولة واحدة، لحل الأزمة السورية بعيدًا عن التدخل الخارجي وأجنداته التي كان سببًا في تفاقم الأزمة، منوهًا أن تزمت الحكومة السورية بذهنيتها أوصل سوريا إلى ما هي عليها الآن.

الرقة ـ حمد المصطفى -عمار عبد اللطيف

تتواصل الأزمة السورية وتتفاقم تعقيداتها، التي ظهرت جراء تشابك المصالح الدولية على الأرض السورية, واليوم وبعد سنوات من هذا التأزم، تدخل سوريا منعطفًا جديدًا, يُظهر وعورة طريق الحل الذي لطالما انتظره السوريون.

وبهذا الصدد أجرت وكالة أنباء هاوار لقاءً خاصًا مع عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية حسن محمد علي الذي تحدث عن مجريات الأزمة السورية وأُفق حلّها.

حسن محمد علي تطرق في بداية حديثه إلى تعقد الأزمة السورية، وقال “الأزمة السورية ليست بهذا البساطة، كما أن الساحة السورية شهدت صراعًا دوليًا أظهر تشابك المصالح الدولية على الأرض السورية, فمن جانب يوجد التحالف الدولي لمحاربة داعش تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كما توجد روسيا وأطراف إقليمية أخرى من جانب آخر”.

“التدخل الخارجي في سورية ساهم وبشكل كبير في تعقيد الأزمة”

وأضاف محمد علي “التدخل الخارجي في سوريا ساهم وبشكل كبير في تعقيد الأزمة، حيث أن غالبية الأطراف الدولية التي تتناقض مصالحها في سوريا ترفض هيمنة أي طرف من تلك الأطراف على مستقبل سورية”.

ومن خلال حديثه عن التدخل الدولي تطرّق عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية إلى سماح الأطراف الدولية الفاعلة في سوريا بتدخل قوى إقليمية مثل تركيا لترسيخ مصالحها، الأمر الذي يظهر عدم قدرة تلك الأطراف على الوصول إلى أي اتفاق يستطيع توجيه البوصلة السورية باتجاه الحل.

“رؤية مجلس سوريا الديمقراطية أن لا حل للأزمة السورية إلا بالحوار”

وفي سياق حديثه عن رؤية مجلس سوريا الديمقراطية لحل الأزمة السورية، قال حسن محمد علي “يجب أن يكون حل الأزمة السورية بأيدي أبناء سوريا, ومسد حاول في مرات عديدة التأكيد للحكومة السورية على أن الحوار هو أساس الحل، لأن الحلول الأخرى التي تُنتهج في سوريا لم تجلب لسوريا إلا الخراب والدمار وشردت شعبها”.

وأضاف حسن محمد علي “مسد دائمًا يتمسك بالحل الذي يكمن في الحوار بين أبناء سوريا بمختلف توجهاتهم السياسية لحل قضاياهم الداخلية, لكن النظام لا زال يقترب من شمال وشرق سوريا ضمن الرؤية المنفعية, فهو يحاول استغلال الظروف الدولية لصالحه، ومازال متزمتًا بذهنيته وفكره القديم، وهذا الفكر كان السبب في خروج الشعب بمظاهرات تطالب بالإصلاح”.

“مسد وضع خرائط طرق للخروج من الأزمة الحالية”

ونوه محمد علي إلى محاولات مجلس سوريا الديمقراطية في البحث عن أطر للحوار، ووضع الكثير من خرائط طرق للخروج من الأزمة، إلى جانب مقترحات قُدمت، رأى فيها مسد الحل الذي ينقذ سوريا وينقذ الشعب السوري.

وأردف حسن محمد علي “حاولنا تجنيب سوريا الحصار المفروض من خلال البحث عن الحل السياسي”.

أما ما يخص خيارات حل الأزمة السورية، أوضح حسن محمد علي “أن الخيار العسكري أبدًا لن يستطيع تقديم حلول لأي طرف من الأطراف السورية, ونحن في مسد نصرّ على الحل السياسي، ونرفض التقاتل بيننا كسوريين, ونحاول التواصل مع الدول الفاعلة في الأزمة السورية للبحث عن الحل السياسي”.

وأضاف أن “استخدام الحل العسكري ساهم في زيادة التدخل الخارجي في الشأن السوري, وأفقد السوريين زمام الأمور ووضعها بأيدي الأطراف الدولية والإقليمية, واللجوء إلى الحل السياسي سيجعل الشعب السوري هو صاحب كلمة الفصل التي تصنع مستقبل سوريا”.

وأكد حسن محمد علي أن “التغيير باستخدام الحل السياسي في سوريا سيكون له انعكاسات، ستغير شكل الشرق الأوسط, والدول الكبرى تعي أن الحل في سوريا سوف يكون له نتائج إقليمية ودولية”.

“تركيا تتحدث بصراحة عن إعادة إحياء العثمانية”

وفي إشارة منه إلى التدخل التركي في سوريا قال عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية “المشروع الذي تحاول تركيا تنفيذه في سوريا والشرق الأوسط هو مشروع إعادة إحياء الميثاق الملّي، الذي أعلنت تركيا صراحة عنه وتحدثت عن ضم مناطق دير الزور وحتى الموصل ومناطق في ليبيا والعراق, وهي تهدف إلى خلق فوضى دائمة تبرر التدخل التركي في هذه المناطق, من خلال دعم فصائل إرهابية تحاول تركيا تغيير أسمائها من حين لآخر، لتساهم في خلق تلك الفوضى” .

وأرجع أسباب التدخل التركي في المنطقة إلى رغبة النظام التركي بالخروج من أزماته الداخلية بافتعال الحروب لإسكات شعوب تركيا عن المطالبة بحقوقها بحجة وجود حرب, وتضليل الرأي العام التركي، وتغييب أنظاره عن اقتصاد منهار ومشاكل داخلية كبيرة تعاني منها تركيا”.

“تشتت المعارضة السورية هو نتيجة ارتهان تلك المعارضة لأجندات دولية”

وأكد حسن محمد علي أن تشتت المعارضة السورية هو نتيجة ارتهان تلك المعارضة لأجندات دولية, والاختلاف بين الدول على مصالحها في سوريا أوجد الاختلاف وساهم في تفريق تلك المعارضة.

وقال محمد علي في هذا السياق “الحل الوحيد أمام المعارضة هو مد يدها للسوريين والابتعاد عن الأجندات الدولية, ونحن وجهنا سابقًا، ونوجه اليوم النداءات للمعارضة للقدوم إلى مناطق شمال وشرق سوريا، كونها مناطق آمنة وجزء من سوريا، ويجب أن تكون جزءًا من حل الأزمة السورية, والتحاور بضمانات دولية وبشفافية كاملة، وأمام الإعلام ليرى العالم إننا نحن السوريون متحضرون ونمتلك القدرة على مناقشة أزمتنا ومستقبلنا”.

“التحضير لمؤتمر عام يضم المعارضة الوطنية الديمقراطية”

وفي سياق حديثه عن مناقشات جرت مع أطراف في المعارضة السورية قال “لدينا حاليًا مشروع لعقد مؤتمر وطني للمعارضة الديمقراطية نحاول من خلاله جمع كافة أطراف المعارضة السورية إلى طاولة واحدة, ومشروع مجلس سوريا الديمقراطية لاقى ترحيبًا واسعًا لدى الكثير من أطراف المعارضة السورية”.

حيث أنه مشروع يحاول الابتعاد عن الأجندات الإقليمية والمحافظة على “سورية السوريين” حتى لو كان هناك اختلافات بين السوريين، لكن ممكن أن تجمعنا خيمة حل واحد تخرج سوريا من أزمتها الحالية.

“مسد رسم سياسة لتقريب وجهات النظر بين السوريين”

ونوه إلى قيام مجلس سوريا الديمقراطية منذ عام تقريبًا برسم سياسة حاول بها تقريب وجهات النظر وتحقيق التقارب السوري – السوري, من خلال ورشات عمل في شمال وشرق سوريا وأوروبا، نتجت عنه انضمام أطراف سورية من الواجهات السياسية السورية في أوروبا إلى مجلس سوريا الديمقراطية”.

إلى جانب محاولات تواصل مع الداخل السوري من خلال مندوبين يمثلون مسد في المناطق السورية لإيصال مشروعنا وهدفنا بأننا نبحث عن تفادي الوقوع في الصراعات الحزبية, وتحقيق سوريا ديمقراطية لا مركزية، سوريا لكل السوريين مصلحتها ومصلحة شعبها فوق أي اعتبار، وقبل أي اعتبار.

وأكد أن هذا التمثيل ساهم في اقتراب كثير من الأطراف من مجلس سوريا الديمقراطية والتواصل بالشكل المباشر أو غير المباشر, وساهم مشروع على الأرض مثل مشروع الإدارة الذاتية في تحقيق خطوات عملية في إظهار مشروع مسد المؤمن بالحوار السوري ـ السوري.

“محاولات مسد تجنيب سوريا الكارثة الاقتصادية من خلال الدعوة إلى الحل السياسي”

وأوضح محمد أن مسد حاول تجنيب سوريا الكارثة الاقتصادية من خلال دعوة النظام السوري إلى الحل, والولايات المتحدة الأمريكية تحاول فرض شروط معينة على النظام مثل إخراج الإيرانيين من سورية، وإخراج المجاميع التي تعتبرها الولايات المتحدة تنظيمات إرهابية.

وتابع “إن اقتراب النظام السوري من الحل سيساهم في وقف العقوبات المفروضة على سوريا، والشعب السوري هو الخاسر الأكبر في معركة الاقتصاد التي بدأت من خلال فرض العقوبات”.

“ماهية استثناء مناطق شمال وشرق سوريا من قيصر غير واضحة حتى الآن”

كما أشار إلى محاولات تواصل مع التحالف الدولي والولايات المتحدة الامريكية لإبعاد مناطق شمال وشرق سوريا عن لائحة عقوبات قانون قيصر، وتلقينا وعودًا بالاستثناء من هذه العقوبات لكن كيف سيكون هذا الاستثناء؟ الأمر غير واضح حتى الآن.

وتحدث عضو الهيئة الرئاسية لمسد في ختام لقائه عن إجراءات نُفذت في شمال وشرق سوريا لتجنيب المنطقة التأثر بقانون قيصر، “الإدارة الذاتية” اتخذت العديد من الإجراءات للحد من تأثيرات هذه العقوبات في أهالي شمال وشرق سوريا، من خلال زيادة رواتب موظفي الإدارة الذاتية، وتشكيل خلية أزمة اقتصادية تحاول إيجاد الحلول، واتخاذ تدابير من بينها تحقيق الاكتفاء الذاتي لهذه المناطق في محاولات تجنيب التأثير الاقتصادي على الأهالي.

نقلاً عن وكالة ANHA