طالب إبراهيم يكتب: صفقة الضفة والقطاع ورقصة ترامب!

1٬120

كشف االرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاصيل صفقته “صفقة القرن” حول القضية الفلسطينية، وحول دور إسرائيل المستقبلي، ودور بعض العرب، مؤكداً على وحدة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وعلى شرعية مستوطنات الضفة وملكية اسرائيل لغور الأردن، وحرمان الفلسطينيين من حق العودة. وذلك في البيت الأبيض يوم 28 كانون الثاني، وبحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغياب أي مسؤول فلسطيني.

ثلاثة نقاط رئيسية لم تغب أبداً عن استراتيجية اسرائيل التفاوضية منذ كامب ديفيد وحتى الآن. القدس والمستوطنات ومنع لعودة.

من جهته تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي عن 6 شروط رئيسية في الصفقة، هي مفتاح فهمها كاملاً، والشروط هي القدس موحدة وعاصمة لاسرائيل، واسرائيل دولة يهودية، وتسيطر على غور الأردن، وعدم اقتلاع أي اسرائيلي أو فلسطيني من بيته، ونزع سلاح حماس والقوى الأخرى، وحل قضية اللاجئين خارج اسرائيل.

وأكد ترامب وجود ممولين، ومستثمرين للصفقة، واعتبرها فرصة تأتي لمرة واحدة، لمساعدة الفلسطينيين على تخطي أزمة “الصفقة”، عبر قبض ثمنها “نقداً”، ولوّح بمبلغ 50 مليار دولار لدعم النمو الاقتصادي، وتخفيف الفقر فيما تبقى من الضفة والقطاع، وقبل أن يستغرب متسائلاً، هل هناك من يرفض هذا المبلغ!

وبإعلان الصفقة من البيت الأبيض وبوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي المتهم بقضايا فساد، بنيامين نتنياهو، وغياب أي مسؤول فلسطيني، حتى أولئك الذين يعملون في خدمة سلطة إسرائيل أو سلطة الولايات المتحدة، كل ذلك يشير أن الصفقة الأمريكية الاسرائيلية، لا تريد شريكاً لها لمتابعة تفاصيل تنفيذها، فهي قرار من “فصيل أمريكي” فصيل ترامب، وعلى الفلسطينيين أن يوافقوا عليها كما هي، لأنها الفرصة الأخيرة لهم لإنشاء دولة منزوعة الأرض والسلاح والأمن واللاجئين والمقدسات.

بدا المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو، كما لو أنه دعاية انتخابية مبكرة لكليهما، أو بالحد الأدنى لترامب. لأنه كما قال نتنياهو عنه، إنه أفضل رئيس أمريكي في مساعدة اسرائيل، وشبه لحظة إعلان صفقة القرن ب “التاريخية”، وهي تشبه إلى حد كبير، اعتراف أمريكا بدولة اسرائيل على يد الرئيس الأمريكي ترومان، بعد إعلانها عام 1948.

وتعترف اليوم 163 دولة في االعالم بإسرائيل، وكان الاتحاد السوفياتي أول من اعترف بها قطعياً، ثم تلاه إيران، قبل أن تسحب الاعتراف مع وصول الخميني للحكم.

صفقة القرن هي إعلان اعتراف آخر باسرائيل الموسعة، من قبل رئيس امريكي آخر، يعاني من مشاكل داخلية كبيرة، ومن محاولات ديمقراطية لعزله، ستبوء بالفشل.

وهي دعاية انتخابية اسرائيلية مبكرة لإعادة انتخابه، وممن! دعاية من نتنياهو المأزوم داخلياً، ليس بسبب ملف الفساد، ولكن بسبب عجزه مرتين عن تشكيل حكومة اسرائيلية، بعد فوزه بالانتخابات، وربما بعد ترجيح فوزه للمرة الثالثة.

نتنياهو المأزوم، يدعو لاعادة انتخاب ترامب المأزوم، عبر صفقة “القرن” المأزومة، التي وإن كان عنوانها، “من السلام إلى الازدهار”، لكن محتواها هو تشريع الاحتلال الاسرائيلي، وتذييل العقبات الحديثة أمامه. وفي المقابل فقدان الفلسطينيين على دولتهم وأحلامهم وبأيدي قادتهم في الضفة وفي القطاع وفي المهجر، وسط انهيار الدول العربية المحيطية، والبعيدة.

الوصف: C:\Users\Gebruiker\Desktop\الضفة الغربية وفق صفقة القرن.jpg