إدلب.. نار العام الجديد!

1٬509

في اليوم الأول للعام الجديد 2020، قصف الجيش السوري النظامي مدرسة في بلدة “سرمين” القريبة من إدلب، مما أدى إلى استشهاد 9 مدنيين، بينهم 5 أطفال، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكرت مواقع تابعة للنظام السوري، أن القصف استهدف مجموعة من الإرهابيين، وأدى إلى مقتل وجرح معظمهم.
وأكد المرصد أن بعض المدنيين المستهدفين، كانوا نازحين من بلدة معرة النعمان، التي تعرضت هي الأخرى، إلى هجوم الجيش النظامي، فنزح أهلها، باحثين عن مأوى آمن، ووجدوا مأمنهم في المدرسة المستهدفة.
من جهته وثّق مراسل وكالة فرانس برس، صوراً لمشاهد قصف المدرسة. من بين الصور، بقع للدماء، وصورة لجثمان فتاة مسجى داخل المدرسة، وصور لمدنيين آخرين جرحى. وتحدث المراسل عن جرح 16 مدنياً، جراحهم بين متوسطة وخطيرة.
تعتبر الميليشيات التي تتبع لرجل الأعمال السوري “القاطرجي” رديفة لقوات الجيش النظامي السوري، وتتوزع هذه الميليشيات في كل المناطق التي يستثمر فيها القاطرجي، سيما في دير الزور.
ونقل موقع “خبر 24” اعتماداً على مراسليه في دير الزور، أن القاطرجي، نقل مجموعات من مسلحيه إلى ريف إدلب الجنوبي، ليشاركوا الجيش النظامي هجومه على إدلب.
وفي تفاصيل الخبر، أن عشرات من السيارات شقت طريقها من مناطق متفرقة من دير الزور وريفها، باتجاه إدلب لمساندة الجيش النظامي في معاركه، بأوامر مباشرة من القاطرجي.
وحملت السيارات عناصر مع أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، من أبناء دير الزور، تم تجنيدهم في فترة سابقة، لحماية منشآت ومستودعات شركات القاطرجي في دير الزور، وحماية قوافل النفط والمحروقات.
ويستمر النزوح من إدلب منذ نيسان الماضي، إثر هجوم قوات النظام السوري عليها.
يعيش في إدلب أكثر من 3 مليون إنسان، بين مقيم ونازح من مناطق سورية أخرى، وتعتبر من أكثر المحافظات السورية ازدحاماً، لأنها استقبلت ملايين النازحين في فترات سابقة. وفق المرصد السوري.
ونزح أكثر من 280 ألف شخص خلال الشهر الماضي فقط “كانون الأول 2019″، جراء القصف وأعمال العنف، سيما خلال التصعيد العسكري الأخير في المحافظة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. ويأتي النزوح الجماعي في وقت تتساقط فيه أمطار غزيرة في المنطقة، تسببت بسيول في مخيمات النازحين.
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنه “تم تجهيز المباني العامة كالمساجد، وصالات الأفراح، والمدارس، لاستقبال العائلات” لمواجهة تدفق النازحين.
من جهته، دعا وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس إلى هدنة عاجلة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وفق الدوتش فيلا، فيما دعا الاتحاد الأوروبي دمشق وحلفاءها لوضع حد “لتصعيد العنف والقصف العشوائي للمدنيين”.
وندد جوزف بوريل المتحدث باسم الخارجية الأوروبية، بالغارات الجوية، وأعمال القصف العشوائي للمدنيين، والطرقات التي يسلكونها للهرب، والتي أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفهم. وفق الدوتش فيلا.