حسين عمر.. لا مرونة واضحة لدى الحكومة السورية!

1٬003

يرى الكاتب السياسي، ممثل حزب سوريا المستقبل في أوربا، حسين عمر، أنه ليس هناك أيّ نية لدى الحكومة السورية في إظهار مرونة في مفاوضتها مع الإدارة الذاتية في هذه المرحلة. خاصة في ظل الهجوم التركي على المنطقة، والدعم الروسي المحدود لها. بالتالي حكومة دمشق لم تبدِ مرونة في المرحلة الحالية.
ويقول عمر: “باعتقادي الحكومة السورية ستقوم بالتصعيد، وستطالب الإدارة الذاتية بالاستسلام، وتحاول أن تفاوض الإدارة على الاستسلام فقط، لا على تثيبت ما هو موجود على أرض الواقع، ولا على حلّ المشاكل العالقة بين الطرفين، لأنها لازالت تعول على تشتيت شكل هذه الإدارة، واللعب بالمسائل العشائرية وبالمسائل القومية من خلال تحريض المنضمين لقسد على الفرار”.
توقعات بالمواجهة
يتوقع السياسي أنه ستكون هناك بوادر أخرى، لأن الإدارة الذاتية إنْ لم تستسلم يمكن أن يُفضي الأمر لنشوب معارك بينها وبين الحكومة السورية، قائلاً “لكن الإدارة لن تستسلم ولن تقبل بالرضوخ تماماً لشروط النظام بل ستحاول الدفاع عن نفسها والحفاظ على الحد الأدنى من المكتسبات الموجودة، لأن هذه الإدارة قدمت تضحياتٍ جسيمةً في سبيل القضاء على الإرهاب لم يقدمها النظام نفسه”.
ويضيف بأن “الإدارة الذاتية لها مطالب ومطامح مشروعة، لكن كانت هناك في هذه الفترة ما أسميها بمؤامرة دولية جرت على هذه الإدارة من خلال دفع تركيا لشنّ هجوم عليها، وكانت أمريكا ورسيا وتركيا وايران والنظام السوري وحتى العراقي اشتركوا جميعاً في هذه المؤامرة لتقويض هذه الإدارة و إنهاءها بالكامل”.
كما يرى أن “الإدارة استطاعت أن تتجاوز الصدمة بالرغم من الخسائر الذي تعرضت لها في بعض المناطق، لكن ما زالت قائمة وتدير أمور المنطقة بشكلٍ كاملٍ ودون خسائر تُذكر، حيث كان النظام يعوّل على تشتيت قسد لكن قسد ما زالت قوةً رائدةً، هذا أيضاً انتصار كبير في هذه المرحلة”.
الدور الروسي في عملية التفاوض
يوضح الكاتب أن روسيا لن تلعب دور الضاغط على الحكومة السورية بل ستحاول الضغط على الإدارة الذاتية، “لكن ليس بالأسلوب والشكل الذي يقوم به النظام السوري، بل بأساليب أخرى من خلال التغلغل في المنطقة, فهي استطاعت التغلغل من خلال شرطتها العسكرية ومن خلال الدوريات المشتركة التي تقوم بها مع الاحتلال التركي داخل الأراضي السورية”.
ويعتقد عمر بأن الروس في الفترة القادمة لديهم نيّة بأن تكون هناك بعض الحلول السياسية فبحسب رأيه الروس هم الوحيدون الذين يرغبون بإيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية وإيقاف هذه المقتلة.
ويردف “النظام لا يريد الحلّ السياسي ووقف المقتلة لأنه يدرك أن إيقاف المقتلة تعني نهايته. وكذلك النظام التركي أيضاً لا يريد لأنه يدرك بأن أي حلّ سياسي وإيقاف المقتلة في السورية يعني إنهاء نفوذه وإنهاء احتلاله وأطماعه في الأراضي السورية، لذلك القوة الوحيدة التي تريد الحلّ السياسي في سوريا هي روسيا فقط حتى أمريكا لا تريد”.
لهذا يعتقد بأن الحل يبدأ من خلال التفاهم مع الإدارة الذاتية، “فروسيا تعتبر فصائل المعارضة المسلحة إرهابيةً، حتى القوى التي تقاتل إلى جانب تركيا تعتبرها جميعها إرهابية، لذلك لا يمكن التعويل عليها، لذا روسيا تعول على قوات سوريا الديمقراطية وتدرك بأنها قوة منظمة ومدنية وحضارية”.
آفاق التفاوض
يضيف الكاتب “يمكن في المرحلة القادمة, إن لم تصل إلى نتيجة من ضغوطاتها على الإدارة الذاتية، ستبدأ روسيا بالضغط على النظام السوري كي يكون هناك اتفاق بين الإدارة الذاتية وبين النظام على أن تقدم الإدارة الذاتية والنظام تنازلات في هذا الموضوع”.
وينوّه عمر أن الإدارة لديها أوراق قوة للتفاوض “تستطيع أن تحركها مع علاقتها الجيدة مع روسيا، وعلاقتها الجيدة مع أمريكا، وعلاقتها الجيدة مع الدول العربية المختلفة مثل الأمارات السعودية ومصر”.
وفي ختام حديثه لـ “نورث برس” يقول الكاتب و السياسي حسين عمر: “أعتقد بأن الإدارة الذاتية لن تتنازل عن وجودها وكذلك قوات سوريا الديمقراطية لن تتنازل عن خصوصياتها وعلى النظام أن يدرك هذا الأمر، وهذا لصالح النظام أيضاً”.
ويوضح “أي اتفاق أو اعتراف رسمي بوجود الإدارة الذاتية أو قوات وسوريا الديمقراطية سيزيد من قوة الحكومة السورية الحالية كثيراً يعني هذه الحكومة ستكون الحكومة الشرعية الأساسية، وستتغير الكثير من موازين القوة حتى الدعم العربي ونظرة الدول العربية ستتغير”.

عن NPA