فوزة اليوسف تكتب: ماذا وراء التصعيد الروسي!

1٬085

مع أنه تم التصريح من قبل المسؤولين الروس، وأكثر من مرة، أن قوات سوريا الديمقراطية، التزمت بما تم الاتفاق عليه، ويجب على الجانب التركي أن يطمئن، وأن يتم الاستمرار في تنفيذ اتفاقية سوتشي. وأكدت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أيضاً، وأكثر من مرة، أنها مستعدة لفتح حوار مع دمشق و بوساطة روسية، وهي تملك الإرادة السياسية لتحقيق ذلك.

وبالرغم من أن المسؤولين الروس العسكريين منهم والسياسيين، يعرفون، “وكانوا شهود عيان” أنه ومنذ 2015 وحتى الآن، هناك محاولات دائمة من قبلهم، ومن قبل القوى السياسية في شمال وشرق سوريا للوصول الى تسوية سياسية. إلا أن الحكومة السورية تتهرب بشكل دائم،  وتماطل في تحقيق أي خطوة عملية.

في الفترة الأخيرة أيضاً، كان هناك محاولات جدية من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وطرحت مقترحات بصدد تحقيق بعض الخطوات، لتعزيز الثقة من الناحية العسكرية، وتم رفضها من قبل الحكومة السورية، قبل أن يتم إفراغها من مضمونها.

قال وزير الخارجية الروسي السيد سيرغي لافروف مؤخراً: “إن عودة القوات الأمريكية الى المنطقة أدى إلى تغيير في مواقف قوات سوريا الديمقراطية، وإن قوات سوريا الديمقراطية لم تلتزم بالتفاهمات التي تمت، ولا يوجد مواقف جدية من الحوار مع الحكومة السورية”. إن تصريح السيد لافروف مثير للقلق .
أعتقد أنه يجب التوقف عند هذا التصريح، سيما أن هناك أحاديث تجري خلف الكواليس. ويجب أخذها بعين الاعتبار أيضاً، والتي تشير إلى اتفاق سرّيّ بين روسيا وتركيا، حول ادلب، واحتمال أن تعطي روسيا الضوء الأخضر لتركيا، كي تستمر في الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، مقابل تخلي تركيا عن مناطق في ادلب.
إذا كان هذا السيناريو صحيحاً، وأن هناك هناك اتفاق ضمنيّ، هذا يعني أن السيد لافروف بتصريحه التصعيدي الأخير، يمهد الطريق أمام أمر كهذا، و يقدم الذرائع، حتى تتحمل قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية كاملة، وتتحمل الإدارة الذاتية المسؤولية أيضاً، بأن استمرار العملية العسكرية التركية سببه عدم التزامهما بالتفاهمات.

والسيناريو الآخر الذي يتم تداوله، أن موسكو وقبل اجتماع الناتو، تريد ان تقول لتركيا: “لا تقبلي بخطة الناتو الدفاعية، وسنقدم لك ما لا يمكن ان يقدمه الناتو”.

في الحالتين تكون سوريا والسوريين الضحية. لكن هذا لا يعني أن روسيا ستكسب أيضاً، لأن تركيا لن تخرج من الناتو بأي شكل من الأشكال. وستقوم تركيا بتوسيع مناطق نفوذها على حساب تضييق مساحة النفوذ الروسية. لأن القوات الروسية وقوات النظام السوري، يسيطرون على المناطق المحاذية للمناطق التي احتلتها تركيا مع مرتزقتها. والمرتزقة الذين يأتون من ادلب، سيحاربون الجيش السوري في بلدة عين عيسى.
في حال تم ذلك، فإن الكثير من الأوراق ستختلط، ولن يكون هذا في صالح الروس، ولا في صالح النظام على المدى البعيد.

وسيتحمل الروس المسؤولية كاملة، عن استمرار تركيا في احتلال أراض سورية، بالإضافة إلى ردود الأفعال التي تطورت ضد أمريكا، سيتم توجيهها إلى روسيا.

أتمنى ألا تكون هذه السيناريوهات صحيحة، حتى لا تكون نتائجها على كل الأطراف وخيمة.

عن صفحتها في الفيس بوك

#حزب_سوريا_المستقبل
#مقالات
مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.