أم الشهيدة هفرين.. تنتظر الدوريات!

1٬446

 

 

وقفت مع مجموعة من الأمهات، على الطريق الطويل الذي يفصل سوريا التي تقع شرق ديريك، عن سوريا التي تقع غربها. كانت تحمل الحجارة في يدين لم يكلا الانتظار.

سعاد محمد والدة الشهيدة هفرين، تنظر الدوريات، وتعيد كتابة المقاومة. تعيد رواية القصة من بدايتها، القصة التي مازالت توقد الدماء، وترفل الأجساد، وتصبع البدايات. بداية عشق الإنسان لحريته، وعشقه لمقاومة محتليه، وقتلة أبنائه.

أم هفرين تنظر بعينين متخمتين بالعمل، بقلب مفتوح على مصراعيه لاستقبال الأمل، بصمت امرأة أتقنت مهنة الصبر، ومهنة انتظار القاتل ليلقى مصيره، بداية بحجر، ونهاية بحجارة من سجيل.

المهنة التي حفظتها أمهاتنا، أمهات الصبر الذي وقوده القوة، أمهات المقاومة التي مساحتها حدود السماء. أمهات النصر الذي سيأتي رغم كثافة الشهداء، ورغم ثقل الجرح، ورغم متاهة الأقدار.

أم هفرين في انتظارها سيل الدوريات الغازية، توقد العيون.. في ترقّبها تفتح مسامات الآمال.

طوبى لك يا أماه، وأنت تنتظرين عدوك.

طوبى لك يا أماه، وأنت توقدين انتصارنا.

طوبى لك يا أماه، وأنت تعيدين غسل انكسارنا، وتزرعيه في تربة الياسمين.

طوبى لك يا أماه، يا أم الياسمين.

وطوبى لك يا أختاه يا هفرين يا شهيدة الياسمين.