أردوغان.. اللاجئ إلى المنطقة الآمنة!

951

في كلمته في العاصمة التركية أنقرة، قال الرئيس التركي أردوغان يوم الخميس 5 من أيلول 2019، إن تركيا قد تفتح الطريق إلى أوروبا أمام اللاجئين، إذا لم تتلق الدعم المالي المطلوب. وذكّر بالمنطقة الآمنة التي تبنيها تركيا مع أمريكا شمال شرق سوريا، وهدد باللجوء لعمل فردي ما لم يتم ذلك.

وحسب موقع “يني شفق” التركي، قال أردوغان: “هدفنا توطين ما لا يقل عن مليون شخص من السوريين في المنطقة الآمنة التي سيتم تشكيلها على طول خط الحدود مع سوريا البالغ 450 كم”.

من جهتها، أكّدت السيّدة ناتاشا بيرتود، المُتحدّثة باسم الاتّحاد الأوروبي يوم 5 أيلول ردّاً على تصريح اردوغان أنّه جرى تقديم 6 مِليارات دولار إلى تركيا تنفيذًا لاتّفاق جرى التوصّل إليه في هذا الصّدد، ولا توجد أيّ خُطط لتقديم مبالغ جديدة. وفق موقع رأي اليوم.

واتفق الاتحاد الأوروبي مع تركيا في آذار 2016، حول ملف اللاجئين والحدود التركية، واقتضى الاتفاق بتشديد السلطات التركية، مراقبة حدودها، لمنع اللاجئين من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية، مقابل تقديم أوروبا مبلغ 6 مليار يورو للحكومة التركية.

كان الهدف الأساسي من الاتفاق، وقف واحدة من أكثر المشكلات التي تشكل ضغطاً كبيراً على الاتحاد الأوروبي. وهي هجرة الملايين من طالبي اللجوء من الدول التي تشهد اضطرابات.

ونجح الاتفاق في وقف تدفق اللاجئين عبر بحر إيجه، سيما مع وجود بند رئيسي في الاتفاق ينص على إرجاع اللاجئين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية قادمين من الحدود التركية إليها.

في حديثه مع قناة الدوتش فيللا، يرى الباحث في العلاقات الدولية والإقتصاد السياسي ناصر زهير، أن حديث الرئيس التركي أردوغان، المرتبط بملف اللاجئين، وتهديده بفتح الحدود التركية أمامهم للزحف نحو أوروبا، هدفه الأساسي الضغط على الأوروبيين من أجل التدخل في ملف المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا.

ويعتقد الباحث زهير، أن أوروبا عاجزة عن التدخل في ذلك لأن ملف المناطق الآمنة في سوريا تحت سيطرة الأمريكان والروس.

يستخدم أردوغان ملف اللجوء كورقة ضغط في ترميم سياساته الداخلية والخارجية. وهو يستخدمه اليوم لتمرير مسألتين مهمتين في مشروعه المرحلي. أولاً تفاهمات المنطقة الأمنية مع أمريكا في شمال سوريا، وضرورة إنشاء مناطق خاصة لعودة اللاجئين إليها. وثانياً للضغط على الاتحاد الأوروبي لتقديم ما يلزم في ملف المنطقة الأمنية ذاتها عبر ضغط الأوروبيين على الأمريكان.

يعاني حكم الرئيس أردوغان من انكسارات قد تهدد مستقبله السياسي ومستقبل نظامه. بعد نجاح المعارضة التركية في الانتخابات الماضية وحصولها على بلديات كبرى المدن التركية، منها استانبول، فتح رئيس البلدية المنتخب إمام أوغلو ملفات فساد حكومة أردوغان وعائلته، في ذات الوقت الذي تشهد فيه الساحة التركية الداخلية، أزمة اقتصادية بسبب انهيار قيمة الليرة التركية، ومفاعيل هذا الانهيار سياسياً ومعيشياً، وأزمة سياسية كبيرة، تجلت مؤخراً بانشقاق بعض مؤسسي حزب التنمية والعدالة التركي، وقسم كبيرمن أعضائه، على أثر سلوكيات ومواقف الحزب تجاه قضايا سياسية كبيرة مرتبطة بالإقليم والعالم.

بدأ استخدام أردوغان لملف اللجوء السوري مع بداية الأزمة، معتبراً أن وصول أعداد اللاجئين إلى عتبة معينة، يعني تدخل مباشر لتركيا في وضع أسس تحقق استقرار تركيا وسوريا، لكن العتبة التي حددها أردوغان كانت تتغير مع تغير الظروف وتزايد أعداد اللاجئين السوريين.

في فترة سابقة وبعد قرار البرلمان الأوروبي عام 2016، تجميد محادثات انضمام أنقرة إليه، جاء الرد سريعاً من أردوغان بالتهديد بورقة اللاجئين، عبر فتح الحدود التركية، وتسهيل حركة عبورهم إلى أوروبا. لأن تركيا حسب وصفه، لن تدفع ثمن أزمة اللجوء السوري منفردة، وفق ما ذكرت ال CNN التركية.

#حزب_سوريا_المستقبل
#تقرير