حرب الظّل الإسرائيلية تهدد بصراع أوسع!
لندن (رويترز)- يقول بعض المحللين ان سلسلة من الغارات الجوية الأخيرة في العراق وسوريا ولبنان، والتي ألقت الدول المجاورة باللوم فيها على اسرائيل، تهدد بالتصعيد الى صراع أوسع.
بدأت الضربات -التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها- يوم السبت الماضي، عندما زعمت إسرائيل أنها أحبطت هجومًا إيرانيًا وشيكًا، عبر ضرب جناح النخبة في الحرس الثوري الإيراني بالقرب من العاصمة السورية دمشق.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تويتر: “إن المقاتلين الإيرانيين كانوا يستهدفون الإسرائيليين الذين يعيشون في مرتفعات الجولان”. وهي المنطقة التي ضمتها إسرائيل من سوريا بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967.
وقال يوسي ميكلبيرج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ريجنت في لندن، إن هناك خطراً من أن تتخطى إسرائيل حدودها، وتؤدي إلى قيام جيرانها بالانتقام.
وقال: “إذا انتهكت سيادتك، فهل تتسامح مع ذلك؟ نحن نتحدث عن هوامش دقيقة هنا، ويمكن للجانبين أن يخطئوا في التقدير”.
يوم الأحد الماضي، اتهم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، إسرائيل بضرب مركزها الإعلامي في جنوب بيروت. وقالت جماعة شيعية عراقية عسكرية “الحشد الشعبي”، إن طائرات إسرائيلية ضربت أحد مواقعها بالقرب من الحدود السورية، مما أسفر عن مقتل مقاتل وإصابة آخر بجروح خطيرة. بعد ساعات، ذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار استهدفت قاعدة فصيل فلسطيني في شرق لبنان.
رفضت قوات الدفاع الإسرائيلية التعليق على الضربات في لبنان والعراق لكنها قالت إنها مسؤولة عن الهجوم في سوريا.
وقال نيكولاوس فان دام، السفير الهولندي السابق في العراق والمبعوث الخاص لسوريا: “الهجمات الإسرائيلية على سوريا والعراق ولبنان في نفس الفترة، هو تهديد إسرائيلي، الغاية منه هو تخويف خصومها الرئيسيين في المنطقة ، بما في ذلك إيران “.
إسرائيل، التي تعتبر طهران تهديدًا وجوديًا لها، ظلت صامتة إلى حد ما، بشأن عملياتها العسكرية ضد إيران في المنطقة. لكنها اعترفت مؤخرًا بتنفيذ مئات الضربات في سوريا في السنوات الأخيرة.
تشمل شبكة الوكلاء الإيرانيين في الشرق الأوسط آلاف المقاتلين الشيعة. وهم في سوريا دعموا نظام بشار الأسد. وفي لبنان تدعم إيران حزب الله، الذي يهيمن حالياً على السياسة اللبنانية. تشترك إسرائيل في الحدود مع لبنان من الشمال ومع سوريا في الشمال الشرقي.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم جوناثان كورنيكوس لشبكة “إن بي سي نيوز” الإثنين: “إن عدم الاستقرار الإقليمي هو نتيجة لمحاولات إيران الاستكشافية، نحن لسنا قريبين من حدودهم، لكنهم قريبون من حدودنا”.
لقد خاضت إسرائيل حروباً عديدة مدمرة في لبنان، كان آخرها نزاعاً دام شهراً ضد حزب الله في عام 2006. ومنذ ذلك الحين، جمع حزب الله ترسانة صاروخية تقدر بين 100 ألف و150 ألف صاروخ.
قال الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الاثنين الماضي، إن لبلاده الحق في الدفاع عن نفسها، وشبّه غارات الطائرات بدون طيار بـ “إعلان الحرب”. كما هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بالانتقام.
التوترات بين إسرائيل وحزب الله بلغت ذروتها منذ كانون الثاني 2015، عندما قتل جنديان إسرائيليان وأحد جنود حفظ السلام الإسبان التابعين للأمم المتحدة في القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وفقاً لما قاله عساف أوريون، باحث رئيسي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
كتب اوريون في رسالته عبر البريد الإلكتروني: “إذا تسبب هجوم حزب الله في خسائر بشرية كبيرة، سيكون ذلك منحدر زلق وحاد، وإذا لم تقع إصابات، فربما يكون من الأسهل على الأطراف تجنب أسوأ سيناريو لحرب مدمرة على نطاق غير مسبوق.”
تأتي سلسلة الضربات الأخيرة أيضاً قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية المبكرة التي يسعى فيها نتنياهو إلى تقديم نفسه كمدافع عن إسرائيل.
قال أوريون: “إن التصويت المقبل والدلائل على أن الرئيس دونالد ترامب قد يبدأ في محادثات مع إيران، قد يكون من بين الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى زيادة الضغط، عبر توجيه ضربات جوية”.
وأضاف: “في مواجهة المنافسين السياسيين الذين يلقون باللوم على رئيس الوزراء لكونه ضعيفاً، فإن الشمال الإسرائيلي والعراق هما المكانان اللذان يمكن فيهما إظهار القوة والعزم”، في إشارة إلى الضربات المزعومة في العراق ولبنان والهجوم المؤكد في سوريا.
انتقده المعارضون الإسرائيليون نتنياهو لرفضه توجيه ضربة شديدة ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تدير قطاع غزة، بعد إطلاق الصواريخ الأخيرة من القطاع الفلسطيني المحاصر.
عن NBC News