إياد خطيب يكتب: إدلب ضحية المسارات والحلول

1٬436

للأسف في الفترة التي  زاد الحديث فيها عن حلولٍ أو مسارات حلٍ تلوح بالأفق خرجت علينا روسيا والنظام بمعركة إدلب تحت مسمى السيادة الوطنية ومحاربة الإرهاب وغيرها من المسميات الرنانة.

تحت عباءة ما يجري في إدلب تختبئ النوايا المتعددة الخبيثة  وتستتر الأحقاد أحقاد من آمن أنه السلطة المطلقة ونصب نفسه حاكماً مطلقاً واختزل الدولة والوطن والوطنية في شخصه وحاشيته، فهناك توزع كروت الوطنية وهناك ترفع العصا  على من رفض الطاعة وعصى ، ويسلب منه انتماؤه وتسلب أرضه وبيته وتزهق روحه، في سبيل أمن الوطن، وأمن من قالوا أنهم أصحاب هذا الوطن.

هناك في سراقب وبين أكوامٍ من الركام والحطام، أخذ شخص ما يقلب الحجارة وينبش الركام والأتربة بحثاً عن أنقاض عائلة قضت بين الأنقاض، عله يجد جزءاً من أجزائه المقتولة ربما يجد يداً أو بعض يد، قدماً أو بعض قدم لأحد أطفاله الخمسة، أو لزوجته التي قضت معهم ورافقتهم إلى عالم خالٍ من الرموز الوطنية، ومن القيادات التاريخية، أو يجد سروالاً أو قميصاً يرده على وجه فيرتد إليه بصره بعد غشاوة الدموع.

أما في معرة النعمان فقد كان أحد الأطفال يصرخ بين الركام ويستغيث بأحدهم قائلاً “دخيل الله ياعمو من شان الله ياعمو طالعوا اختي ياعمو هي تحت الحجرة يا عمو” للأسف فارقته أخته الصغيرة في مشوارها الأخير دونما وداع، دون أن يلعبوا لعبتهم الأخيرة دون أن يرسموا زهر البستان.. ودون ودون  ودون،  في مشهد التقطه كمرة صادقة ولم تشارك في تأديته سيدة التمثيل أمل عرفة لأنها كانت مشغولة في مشهد استنشاق الهواء الأصفر.. ما يقال أن الإرهاب كان يرقد في فراش تلك الصغيرة، يروع الآمنين من هناك، في ذاك اليوم نام من يسمون أنفسهم أصحاب الوطن بسلام بعد القضاء على عدوهم المزعوم هاقد  انتصر الوطن.

حقيقة ما ذكرته هو أحد المشاهد التي تتكرر عشرات المرات يومياً مع كل غارة من طيران الحاقدين  على من شقوا عصا الطاعة وخرجوا من ظلمة الاستبداد إلى  شمس الحرية.

الآن أستانا ومساراتها تحل ضيفاً مزعجاً وغير مرغوبٍ به في إدلب، وسبق منذ عامين أن حلت ضيفاً على عفرين فمزقتها ونشرت الخراب في أرجائها، أستانا مسار الأقوياء فهناك بين أزقة أستانا لا يوجد إنسان أو صاحب حق هناك تقاس المدن والقرى بالمسطرة على الخريطة، وتقطع أوصال الوطن كما تقطع الحلوى، وتوزع الحصص وتؤكل مع كأس من الفودكا، وكلٌ يأخذ حسب قوته ونهمه.

أستانا التي زعم أطرافها أنهم سيفككون التنظيمات الإرهابية، فنسقوا مع التنظيمات الإرهابية كي يقضوا عليها!!.

ما يحتاجه الشعب السوري الآن قليل من مسارات الإنسانية، بعيداً عن معادلة  التوازنات الدولية المقيتة، ولعبة الاستراتيجيات البعيدة، ما نراه دائماً في مسارات المفاوضات مراعاة مصالح الأطراف الدولية اللاعبة،  ولا نرى أي حديث عن مصالح هذا الشعب وحقوق هذا الشعب، ولكن يبقى لهذا الشعب بارقة أمل في مشاركة أطراف جديدة بما فيها حزب سوريا المستقبل في مفاوضات جنيف القادمة علنا نحمل في جعبتنا إلى هناك أجندة هذا الشعب  وآماله وتطلعاته.

#حزب_سوريا_المستقبل
إياد خطيب
عضو مجلس عام حزب سوريا المستقبل

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.