آزاد آوسو يكتب: لنبتعد عن “الوحش” العِرق الذي ابتدعناه

955

ما أحوجنا إلى أن نفهم أنفسنا، أن نتأمل بحياتنا, عن وعي نقدي وبصيرة علمية ونصير إلى النهوض والتطوير والارتقاء وقبول الآخر والاعتراف بالحقيقة الموجودة  كما هي دون ممارسة التزوير والتحريف والتزييف، فالشرط الأول لمعرفة التطور والتنوع الثقافي والارتقاء بالمجتمع, علينا أن نُدرك معنى المجتمع من حيث البنية القائمة على التكافل والتفاعل والتضامن وأن نملك وعياً علمياً بمعنى ثقافة المجتمع المتنوعة وضرورتها وأسس نشأتها وتطورها.

ثبت على مدى التاريخ أن ارتقاء الحياة الإنسانية قائم على تنوع الثقافات وتفاعلها، وتباين الرؤى واختلاف الآراء وتوافر آلية اجتماعية تكفل التفاعل الحر الإيجابي, فالعلاقة بين بناء المجتمع والتنوع الثقافي هي أحد أهم بنود التنمية المُستدامة في  مجتمع متنوع ثقافياً.

ويعرفها (بريجا ردست): بأنها تلك العلاقة التي تربط بين الجماعات والتي تتميز بدرجة عالية من التركيب والثبات.

لتكن هذه التركيبة هي الاعتراف بحقيقة تنوع مجتمعنا والثبات أن لنا جغرافية مُوحدة تحتضن كل الثقافات والأديان والأقوام بعيداً عن التعصب والعنف قريباً من التسامح والمحبة والسلام.

عندما نسد الطرق أمامنا ونقول لا مجال للتنوع ومن ثم لا مجال للحوار مع الآخر, ولا مجال للتسامح مع مخالف الراي وفي كثير من الأحيان؛ لا نسعى إلى فهم أسباب الاختلاف أو السبيل إلى الوحدة مع التباين والتنوع والاختلاف وسبب هذا الخطأ إننا نظن أن الحقيقة واحدة مطلقة في زماننا ومكاننا وهي لدينا فقط ونغفل أن تعدد الواقع وتغيّر الزمان والمكان يعنيان تعدد الحوار وتغير آلية ومضمون الحوار على مستوى المجتمعات زماناً ومكاناً باعتبارها فعالية الإنسان في التاريخ لتغيير الواقع، وهذه رهن شروط وجودية الإنسان وصيرورتها.

علينا أن نعرف أن فرصة الارتقاء بالإنسانية أكبر كلما زادت درجة التشابك وعمق الترابط المتبادل مع بعضهم البعض ضمن إطار صورة عقلانية مشتركة للمجتمع. هذا هو جوهر الانتماء الإيجابي وهنا يتوحد الفكر في بناء الإنسان والمجتمع وتتكامل الجهود وتتعزز الروابط  والمرونة لدى الإنسان لتتسق مع قابلية التغيير في الطبيعة وتغير الفعل الإنساني نحو ثقافة تحضن الكل وتوسع الضيق بدلاً من أن تُضيّق الواسع. لذا؛ علينا أن نسأل أنفسنا سؤال علماء الأنثروبولوجيا كيف نحيا معاً …؟ كيف نترابط مع بعضنا البعض…؟ وفي هذا يقول (موريس جود لير) أن البشر هم نقيض الحيوانات الأخرى, حياتهم ليست مجرد حياة في مجتمع, إنما هم ينتجون المجتمع ليعيشوا فيه, ونحن لا نستطيع أن نعرف أنفسنا إلا اذا عرفنا أنفسنا في علاقاتنا مع الآخرين.

في الخاتمة؛ علينا أن نوسع حدودنا الضيقة ونتبنى ثقافة المجتمع المتنوعة بعيداً عن الوحش المُسمّى بالعِرق الذي ابتدعناه.

#حزب_سوريا_المستقبل
آزاد آوسو رئيس فرع الفرات لحزب سوريا المستقبل

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كُتَّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.